mnhalsid

شارك على مواقع التواصل

"وللحب راي آخر"

"الفصل الثالث"

"الحب  ان تتشابك ايدينا، عندما تجبرنا الحياة علي الرحيل"

وصلت للصفحة الاخيرة من الكتاب، وجدت ورقة حمراء قراتها بعينيها:

ربما تتساءلين؟
منذ هذا المجنون الذي يبعث الرسائل عن طريق الكتب؟
عزيزتي،  اسمحي لي ان اقول حبيبتي،
انا ذلك المجنون الذي فتن بكي من النظرة الاولي،
نظرة جعلتني اكره جنس حواء، معاداكي انتي..
فانتي الخمر، مجرد رشفة تجعلني اتوه داخل عينيكي؛
انا الذي لا اعرف كيف اكتب الشعر؟
اصبحت من كتابه، اصبحت ابحث عن اغاني الحب؛
كي اغنيها لكي، لكن اريد اللقاء؛
اريد ان نلتقي كي تعرفي من الذي يحبك للابد؟

دق قلبها مع قصائد الشعر، التي يغازلها بها، اغمضت عينيها بقوة، قشعريرة تسري بكامل جسدها، اغلقت الكتاب وابتسامة سعيدة شقت وجهها، تعبيرا عن حباً بدء ينمو في جسور قلبها، احتضنت الكتاب واستلقت على السرير، ذهبت في ثبات عميق، حيث الاحلام الوردية والحبيب المجهول....

_____________________

"صباحا"

وضعت مليكة الاطباق بمساعدة لينا علي السفرة، نادت علي ياسر، كي يتناول  الافطار....

هتفت مليكة بحنان/صباح الخير يا حبيبي..

هتف ياسر ببسمة /صباح الخير علي قلبك، وظر للينا وقال/صباح الخير..

هتفت بهدوء/صباح الفل..

تبادلا النظرات علي الطاولة، اخفضت لينا راسها بخجل، انتبه ياسر لطعامة، دق هاتف مليكة، نظرت للهاتف باستغراب،
واجابت على المتصل، اغلقت بعد برهة،هتف اخيها بتسأل /مين الي بيكلمك؟ شكلك مستغربة المكالمة..

هتفت بالامبالاة/المدير بيبلغني باجتماع بعد ساعتين، بس الي مستغرباه ليه المدير الي يكلمني بنفسه، كان ممكن السكرتيرة الي تبلغني..

هتفت لينا بتسأل/تب  جاب رقمك منين..

هتف ياسر بسخرية/مديرها اكيد سهل يجيب رقم اي حد من الموظفين عنده..

ابتلعت طعامها بغيط، نظرت لياسر وهتفت باستعجال/ لو خلصت خلينا نمشي...

هتفت للينا / اخويا جاسر بيجي من الشغل الساعة تسعه..

نظرت اليها بتردد، اكملت باطمءنان/متقلقيش،  بيجي ينام، يعني مهتحسيش بوجده، لو عوزتي حاجة كلميني علي التلفيون الارضي، انا سجلت رقمي في ورقة جمب التليفون، كملي اكلك، سلام..

غادروا الشقة، هتفت لينا لنفسها/ربنا يستر من الي جاي...
____________________

دلف جاسر للشقة بعد يوم عمل شاق، وجد لينا تشاهد التلفاز، انتبهت لوجودة شعرت ببعض الخوف لكونها موجودة معه بمفردهم في الشقة..

هتف جاسر بارهاق /صباح الخير، اخبارك ايه النهارده.

اغتصبت ابتسامة وقالت /صباح الخير، بخير الحمدلله.

هم بالتوجة لغرفته وهتف بتعب/اعتبريني مش موجود، انا هدخل انام تصبحي علي خير.

دلف للغرفة، نظرت اليه باستغراب   لم يرفع بصره اليها وهو يحادثها، اكملت مشاهدة الفليم...

اخذ دشا باردا وارتدي ملابسه، توجه للسرير وذهب في ثبات عميق...

___________________

نظرت لساعتها، لم يتبقي الي خمس دقائق علي موعد الاجتماع، استقلت المصعد، دلف احد قبل اغلاق باب المصعد، لم تلاحظه لانشغالها ببعض الملفات، تحرك المصعد بهم..

هتف مهاب بابتسامة بسيطة/صباح الخير يا باشمهندسة.

انتبهت مليكة لوجودة وهتفت ببسمة متكلفة/صباح الخير يا مستر مهاب.

هتف باندهاش/متاخرة على الاجتماع ليه؟.

نظرت لساعتها وهتفت بمهنية /فاضل 3دقايق والاجتماع يبدأ، متقلقيش هوصل قبل المعاد..

هتف باعجاب /الواضح ان الي شاغلين في الشركة، ناس شاطرين جداً..

هتفت بابتسامة متكلفة /اكيد يا فندم، عن اذنك..
تركته ورحلت، لم يلاحظ توقف المصعد وهو يتحدث اليها فتن بعينيها العسليتين، نظر لساعته، لم يتبقي الي دقيقة واحدة على الاجتماع،دلف للقاعة بخطي واثقة وثبات، وقف الجميع احتراما للمدير، اشار اليهم بالجلوس..

هتف مهاب بعملية /اكيد الكل بيسال، انا ليه جمعتكوا النهاردة،

اخذ نفسا عميقا واكمل/بالنسبة لشغل الديكورات، مفيش حاجة جديدة ، كل التصميمات تقليدية، واتكررت، سبب تطور الشركات،  انها بتجدد وبتطور من شغلها، ديما تخلي المندوب او العميل مبهور من شغل الشركة وواثق فيها، انا عاوز اقتراحات جديدة عشان نحسن التصميمات والديكورات، ياريت تبداو تشاوره بعض عشان نوصل لقرار يفيد الشركة....

صمت ينظر اليهم، يراقب تعابير وجوههم، نظر الي مليكة التي لم تشارك احد ولم تكلم احد، بل اكتفت بالنظر الي الملفات التي امامها،

هتفت مليكة بثقة /انا عندي حل، واثقة انه هيجيب نتيجة كويسة ويعود علينا بالنفع...

صمت الجميع مترقب لسماع ما ستقوله...

استقامت، تركت الكرسي ووقفت علي مقربة من المدير هتفت بعملية وثقة/الحل اننا نعلن عن  متدربين يجوا يدربوا في الشركة..

قطع حديثها مهاب الذي هتف باستغراب/ازاي، ودا هيفيد بايه..

شعرت بالانزعاج من المقاطعة، اخذت نفسا عميقا، وهتفت بهدوء /حضرتك احنا لو جبنا متدرببن يدربوا في الشركة، خصوصا لو كانوا طلاب، هيكون في استفادة للطرفين

توقفت تري تاثير كلماتها عليهم، وجدت الترقب في اعينهم، ابتسمت واكملت، المتدرب هيستفيد انه هياخد خبره، لو المتدرب اخد خبره في فرصة انه يشتغل عندنا او اي شركة مع منحة شهادة خبره وانه ادرب في شركة زي شركتنا، تاني حاجه احنا المستفدين، لان المتدرب هيكون عنده حماس، فهيشتغل علي نفسه ويطلع احسن ما عنده عشان يثبت وجوده بكدا احنا كسبنا تصميمات جديدة ومتدربين يشتغلوا ويدينوا افكار جديد من غير ما ندفع ولا مليم، مقابل  شهادة خبرة ومنح وظيفة لاكثر المتدريبين كفاءة..

انهت حديثها، صفق مهاب وهتف باعجاب/عرضك هايل جدا، انتي كدا اثبتي انك فعلا تستاهلي منصبك،  كمان اثبتي انك مهندسة شاطرة جدا، عاود التصفيق، صفق من في القاعة، ابتسمت بسعادة، وعاودت الجلوس على كرسيها...

هتف مهاب بعملية/من بكرا نبدا بنشر اعلانات عن متدربين للشركة وهنعمل مسابقة لامهر متدرب، ومهلت التدريب هتكون شهرين كاملين، اتمنا تشوفوا شغلكوا على اجمل وجه، انتهي الاجتماع...

استقام وغادر الغرفة، غادروا  واحدا تلو الاخر القاعة...

____________________

دق جرس الباب، تركت مشاهدة التلفاز وتوجهت للباب فتحته، لتجد فتاة صغيرة، نظرت اليها ريم باندهاش وقالت/انتي مين؟

هتفت لينا باستغراب/طب انتي مين الاول؟

هتفت ريم بتسال /انا ريم وعاوزة عمو جاسر..

هتفت لينا باسف/للاسف عمو جاسر نايم، عن اذنك يا شاطرة مش ناقصين ازعاج...

اغلقت بوجهها الباب، وهتفت بقرف/احنا ناقصين قرف علي الصبح...

عاودت ريم رن الجرس و لينا لم تفتح الباب، افاق جاسر علي صوت الجرس،نظر للساعة وجدها الثانية عشر، استقام سريعا يفتح الباب فريم جاءت في الموعد المحدد، فتح الباب، نظر لريم التي تنظر اليه بانزعاج وتعقد جبهتها، دلفت للداخل اغلق جاسر الباب، انحني لمستواها وجد علامات الضيق على وجهها، هتف باستغراب/مالك مضايقة ليه..

هتفت بتافف وانزعاج طفولي/في واحدة فتحت الباب سالتها عليك قالتلي نايم، وقفلت في وشي الباب، يرضيك كدا، ازاي في بنت في الشقة وانت لوحدك...

ابتسم بحنان وقال /لا ميرضنيش،  متعرفكيش وهي ضيفة عندنا..

هتفت بضيق/ضيفة قليلة الادب..

ضحك وقال/عيب متقليش علي حد كدا، ماشي..

هتفت بضيق/ماشي، بس انا زعلانه..

حملها علي ذراعيه وهتف بحب/حبيبتي زعلانه، ولازم نصالحها نعمل اي؟، انتي فطرتي..

اشارت براسها بنعم...

اكمل وقال/تب اعمل اي عشان اصالحك..

هتفت بتفكير/احكيلي حكاية ماشي..

ابتسم بحنان /حاضر هحكيلك حكاية حلو كدا..

خرجت لينا من الغرفة، نظر اليها جاسر بلؤم/انتي ازاي تقفلي في وشها الباب..

هتفت لينا باعتذار/اسفه انا معرفهاش، وخفت اصحيك..

همت بالدخول الي الغرفة، هتفت ريم بطفولية/استني انتي رايحة فين...

نظرت اليها لينا بحزن/داخله الاوضة..

هتفت ريم باقتراح /اي رايك تسمعي الحكاية الي هيحكهالي عمو جاسر..

هتفت بقبول/ماشي..

جلست لينا على الاريكة، وجاسر على مسافة منها وريم وضعت راسها على قدميه، يربت على شعرها..

بدا جاسر بسرد القصة/كان يا مكان، كان في شاب، عايش حياة سعيدة مع مراته، في يوم اكتملت فرحتهم، ام اكتشف ان مراته حامل، وقتها  الدنيا  مش سيعاه من الفرحة، لانه اخيرا هيبقا عند طفل وهيربيه،  بيعد ايام الحمل مستني اليوم الي هيشيل في ابنه او بنته، في يوم وهو راجع من شغله لمح سلسلة حلوة قوي علي شكل قلب صغير..

قاطعته ريم  تسير للسلسة  وقالت/زي دي..

ابتسم بحنان وقال/زيها بالظبط، روح البيت وقال لمراته انه جيبها  لبنته لانه حاسس ان ربنا هيرزقة ببنت، فات تلات شهور من الحمل وداخلين على الرابع، راح معاها متابعة الحمل عشان يعرف نوع الجنين، كان مبسوط جدا، ام عرف ان الجنين بنت، شكر ربنا كتير، انه استجاب لدعاءه، ، خرجوا من العيادة وهما مبسوطين، لكن الفرحة دي مدمتش كتير، جيت شاحنة كبيرة خبطت مراته قدام عينه وماتت، وقتها الشاب وقف مصدوم مش عارف يعمل اي، اتجمعوا الناس حواليه، وطلبوا الاسعاف، مفقش الشاب الي علي صوت الدكتور بيقوله البقاء لله شد حيلك، الشاب مستحمليش، واغمي عليه، شالوه وكشفوا عليه، كانت نفسيته وحشه جدا، دفن مراته،ومرديش يروح بعد الدفنه فضل قاعد طوال اليوم يعيط وينده على مراته وبنته،الشاب اتغيير جدا بقا وحيد ومكتءب، فقرر اخوه الصغير ياخده وياخد اخته ويسافروا بعيد عشان ينسا، وسافروا وعاشوا حياتهم، والقصة خلاص خلصت..

زفر جاسر بقوة، يريد ازالة ما هو عالق بروحه منذ زمن، خسارة زوجتة وابنته كانت صدمة كبيرة عليه مازال يعاني اثرها الي الان....

هتفت ريم بتاثر/الشاب نسي، وعاش حياته ازاي..

ابتسم جاسر بضعف وقال/لا منسيش، عاش حياته عادي، قرر انه هيكمل بقيت حياته وحيد..

هتفت لينا بتفكير/بس كدا غلط، الشاب وقف حياته علي الي راحه، هما خلاص ماتوا والمفروض انه كان اتجوز وعاش حياته....

هتف جاسر باستسلام/مش كل الناس بتقدر تكمل، صحيح الحياة بتستمر بس الاشخاص دول حياتهم بتقف عند اللحظة الي خسروا فيها اغلي الناس..

هتفت لينا بتأكيد /فعلا معاك حق..

ابتسم جاسر وقال/يلا عشان نجهز الغداء..

هتفت لينا باستغراب/هو انت الي هتطبخ..

هتفت ريم بسعادة /ايوة، دا طباخ بريومة...

هتف جاسر بحنان/هتيجي تساعدينا يا لينا..

ابتسمت لينا وقالت /ليه لا...

تحرك ثلاثتهم للمطبخ وبدوا بتحضير الغداء..
_________________

رصت لينا الاطباق علي الطاولة حمل جاسر ريم واجلسها علي قدميه، بدا يطعمها..

هتفت لينا باعجاب/الاكل طعمه حلو جدا تسلم ايدك..

هتف جاسر بحنان/بالهنا والشفا..

تاملت لينا جاسر وريم، شعرت بالالفة نحوهم، جاسر يعاملها كاخته بل اكثر بكثير، وجودت انه شخص حنون لاقصي درجة،  يعتني بتلك الطفلة عند غياب امها، ويعاملها كابنته..

ابتسمت اليهم بحنان واكملت طعامها، قربت ريم الملعقة من فم لينا، التي استجابت لها وتناولت من يديها، فعلت المثل مع جاسر...

وقتاً ممتعاً قضته معا، شعرت بمعني الأسرة، ووجود الحنان...

افاقت من شرودها  علي صوت جاسر وقال/مبتكليش ليه...

نظرت اليه بحزن وهتفت /تعرف كان نفسى اعيش الجو دا قوي، انك تكون وسط عيلتك، وتاكل معاهم، ويعاملوك بحنيه، مش يعاملوك علي انك خدام عندهم..

هتف جاسر بعطف/محدش بيختار اهله، وبعدين احنا عيلتك، وعمرنا ما هنتخلي عنك مهما حصل، ربنا يعلم انك زي مليكة اختي بالظبط...

ابتسمت وهتفت بخفوت/ربنا يعلم معذتكم عندي، شكرا كتير يا استاذ جاسر علي الي بتعمله معايا..

ابتسم جاسر وهتف مازحا/استاذ اي، مفيش بين الاخوات القاب، انا جاسر وبس، اتفقنا...

ابتسمت بسعادة وقالت /اتفقنا يا جاسر...

هتفت ريم بانزعاج طفولي /تب وانا..

هتف جاسر بتسأل /انتي اي؟..

هتفت باقتراح /ينفع اقلك يا جاسر...

ابتسم جاسر وهتف بحنان/انتي بالذات تقولي الي انتي عاوزه..

ابتسمت بسعادة وقالت/انا بحبك قوي ياجاسر..

ابتسم  بحنان وقال/وانا بحبك قوي يا قلب جاسر....

انهوا طعامهم بداو بلم الاطباق، قامت لينا بغسل الاطباق بعد الحاحها علي جاسر، جهزت الشاي،  اصرت ريم علي حمل الصينية الصغيرة بنفسها...

حملت ريم الصينية ووضعتها علي الطاولة اعطت جاسر كوبه، وفعلت المثل مع لينا وبداو باحتساء الشاي...

هتف جاسر بتسأل / عاوز اعرف اسم جوز امك والمكان الي سكنين فيه..

هتفت لينا باندهاش /ليه..

هتف جاسر باطمءنان/متقلقيش، انا هقبض علي جوز امك بتهمة التعدي عليكي...

هتفت برفض/لا مش مهم، مش حابه الموضوع يوصل للسجن...

هتف باستغراب/ليه، انتي كدا بتجيبي حقك منو، عشان ياخد جزاوءه...

هتفت  بياس وحزن/مسامحة في حقي، طوال ما انا بعيد عنه فانا كويسة، لو اتقبض عليه مين هيصرف علي امي، كنت مستحملة دا كله عشان امي، ويعالم بيعمل فيها اي دلوقتي...

هتف يحاول اقناعها/لينا انتي كدا بضيعي حقك وحق والدتك متقلقيش، انا هساعدك وهقف جمبك لاخر لحظة، عمري ما هتخلي عنك انتي والدتك..

زفرت بحزن وقالت/هفكر وارد عليك..

حاول الا يضغط عليها هتف بعدم اقتناع/مستني ردك...

نظر جاسر للساعة وهتف لريم /يدوب تروحي زمان والدتك جايه دلوقتي...

ودعت ريم جاسر ولينا وغادرت الشقة، دلف جاسر لغرفتة، توجهت لينا للبلكون، تتامل حركت السير بشرود وحزن، اغمضت عينيها هتفت بضعف وقلة حيلة /يارب كون معايا متسبنيش..

سقطت دموعها بقهر وضعف، تتذكر ما كان يحدث معها، ضرب واهانه جوز امها لامها، تتذكر عندما اصر علي ان تجلس في المنزل ولا تكمل تعليمها، بكت بعنف وتعالت صوت شهقاتها، صراع ما بين الصمود والضعف والاستسلام، مواجهة الامر، الهروب

دلفت مليكة للغرفة لتجد لينا بالبكون  وصوت شهقاتها العالية، اقتربت منها مليكة بقلق، احتضنتها بقوة، بادلتها العناق، تعالت صوت شهقاتها، ربتت مليكة علي راسها وهتفت  بحنان/اهدي يا لينا، تب في اي بس فهميني، جاسر زعلك..

هزت راسها برفض، هدات من البكاء وهتفت بضعف/زعلانة علي نفسي قوي، علي الي مريت بيه، جاسر طلب مني ابلغ عن جوز امي بس انا رفضت، لو دخل السجن مين هيصرف علي والدتي، احنا كدا هنترمي في الشارع...

هتفت مليكة بهدوء وتفهم/هتتحل بس هو يستاهل الي يحصل فيه ومتقلقيش احنا مستحيل نسيبك، قومي اغسلي وشك، اهدي واحنا هنلاقي حل...

___________________

رفعت نظرها اليه لا تصدق ما تفوه به للتو، كانها لم تسمع، هتفت بعد فهم/ممكن تعيد الي قولته تاني...

نظر اليها بحب وقال/مليكة انا بحبك، لا انا اتخطيت الحب بكتير، انا بقيت بعشقك، متتخيليش انا عملت دا كله عشان بس اعترفلك...

نظرت حوالها وللمكان الذي اعده خصيصا لها، مطعم فاخر، المطعم محجوز لهم فقط، بلاليين وشموع وموسيقي هادئة، جو رومانسي اكمله هذا المجنون باعترافه بالحب بعد عناءه معها، في ارسال الكتب والروايات التي يعبر فيها عن حبه لها....

بعدت ان قرات جوابه الذي ارسله لها مع النادل في كافتيريا الجامعة، يريد مقابلتها وحدد المكان والوقت، ترددت كثيرا في الذهاب، حركتها عاوطفها وابت الاستسلام، توجهت للمطعم في الوقت المحدد، دلفت للمطعم وجدت انه خالي ، قررت المغادرة اعتبرتها مزحه من شاب مجنون، فاجاها بوجودة، بل ركع اسفل قدميها  يعترف لها بحبه،  لا تصدق،  لم تسعفها عواطفها على فهم ما يقوله، طلبت منه اعادة ما قاله، عندما نطق لها كلمت "بحبك" زادت ضربات قلبها، تمرد لسانها على اعترافه ولم ينطق، وجهها اصبح كقطعة طماطم من الخجل، عجزت عن النطق، تسمرت مكانها تنظر اليه بهدوء وترقب....

اعتدل واقفا ونظر اليها بتسأل /مليكة انتي ساكتة ليه..

تاملها ملامح وجهها الثابتة، التي لا توحي باي تاثر...

نطقت كلمة واحدة"انا لازم امشي"وفرت هاربة، انطلقت باقصي سرعة، لا تعرف ممن تهرب، منه ام منها، تخاف المواجهة،  تعترف لنفسها الان انها احبته، بل عشقته،  تلك المدة القصيرة استحوذ على قلبها الصغير، لم تكف عن الركض، باقصي سرعة....

وقف متشنج مصدوم من ردة فعلها،

هل تلك النهاية؟.

هل رفضت حبه قبل ان يبدأ؟.

هل تعشق شخصا اخر؟.

شعر بالخيبة  لن يستسلم، سيصل لقلبها مهما طال به العمر،  احبهاوانتهي الامر...
____________________

مر يومان لم يحدث بهم اي جديد، حتي جاءت الصدمة التي ستقلب الموازين...

جلس ثلاثتهم يتناولون العشاء، لينا، مليكة، ياسر،
رن هاتف مليكة الذي كان في غرفتها، تركت الطعام وتوجهت للغرفة حملت الهاتف ووضعته على اذنيها..

هتفت بهدوء/مساء الخير يا جاسر..

هتف جاسر بثبات/مليكة، عاوزك تسالي لينا علي اسم امها واسم جوز امها دلوقتي بس من غير ما تحس  بحاجة تمام..

هتفت بقلق/ليه، عاوزني اسالها..

هتف جاسر بشك/اصل في جريمة قتل حصلت وشاكك، ان الي ماتت ام لينا والي قتلها جوز امها، بسرعة اساليها كانك بتتكلموا سوا، وبلغيني بسرعة، هستنا مكالمتك سلام..

اغلقت المكالمة، دق قلبها بخوف، كيف ستسالها؟، ان علمت لينا بوفاة والدتها ستكون كارثة...

خرجت من الغرفة جلست معهم، حاولت الابتسام، اكملت طعامها بهدوء، هتف ياسر بتسأل /مين بيكلمك دلوقتي؟.

تصنعت الهدوء وقالت/ من الشركة بيبلغوني بالمتدربين الي هينضموا للشركة بكره...

هتف ياسر بتفهم/ربنا يعينيك يا حبيبتي..

هتفت مليكة بهدوء/يارب يا حبيبي.
نظرت للينا، التي يظهر انها بعالم اخر؟

هتفت مليكة بقلق/مالك يا لينا..

هتفت لينا بياس/خايفة على ماما، معرفش اخبارها اي، او اعرف اكلمها...

هتفت مليكة بحنان/متقلقيش ان شآء الله هتكون بخير، قوليلي اسمها  عشان ادعلها...

هتفت لينا بابتسامة باهته/اسمها حكمت، يارب تكون بخير....

ابتسم ياسر بحنان وقال/ان شآء الله تكون بخير..

هتفت لينا بقلق/ربنا يبعد عنها المخفي عبد الله..

هتفت مليكة بتسأل /تقصدي جوز امك..

اشارت براسها بنعم...

استاقمت مليكة وهتفت بهدوء/ نسيت مكالمة هعملها وارجع...

تحركت نحو الغرفة، اغلقت الباب جيدا، امسكت الهاتف واتصلت بجاسر الذي رد علي الفور..

هتفت جاسر باضطراب/عرفتي اسمائهم..

هتفت مليكة بقلق /اسم امها حكمت وجوز امها عبدالله..

صمت جاسر يستوعب الصدمة، صمت مطبق لمدة دقيقتين،كسرت مليكة الصمت وهتفت باضطراب/امها صح الي اتقتلت...

هتف جاسر باسف وحزن/للاسف هي..

ادمعت عيني مليكة وهتفت بصدمة/لا حول ولاقوة الابالله، لينا هيجرالها حاجه لو عرفت، دي تروح فيها.

هتف جاسر بهدوء/مليكة اهدي حاولي متبينيش حاجة ليها، لحد ام اجي واقلها، ادينا قبضنا علي جوز امها، ومستنين تقرير المشرحة بكرا هنبلغها بالي حصل عشان تستلم الجثة، كمان اعملي حسابك مفيش شغل بكرا لا انتي ولا ياسر وانا هبلغة بكدا....

هتفت مليكة بثبات مصتنع /حاضر...

اغلقت المكالمة، مسحت دموعها المتساقطة واخذت نفسا عميقا، حاولت الثبات قدر المستطاع، خرجت من الغرفة..

وجدتهم متجمعين امام التلفاز، جلست معهم لكن بذهن شارد، تشعر بالحزن لاجلها، فتاة مثلها لم تكمل سن العشرين، عانت من تحرش، ومحاولة  انتحار، ثم وفاة امها على يد جوز امها، ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير....

افاقت من شرودها على رنين هاتف ياسر، نظرت اليه بترقب اغلق ياسر المكالمة وهتف لمليكة باندهاش/جاسر بيقولي انه هياخد اجازة بكرا من الشغل، وعاوزنا كمان ناخد اجازة عشان هنخرج...

اؤمت براسها هتفت بثبات مصطنع/تمام هبلغ  الشركة اني هاخد اجازة،  اعمل كدا مع المستشفي والعيادة بتاعتك...

اؤمي براسه حمل هاتفه يفعل ما قالته له، حملت هاتفها وابلغت احدي زملاءيها بغيابيها....

مرت الوقت سريعا حتي نهضوا جميعا للنوم....

تمددت على السرير، هي ولينا التي طلبت منها ان تحتضنها وهي نائمة لانها تشعر بعدم الامان...

احتضنتها وربتت على شعرها بحنان حتي ذهبت في ثبات عميق، ام مليكة فلم تنم، شعور الفقد، استحوذ عليها..

" اصعب ما يمر به الانسان هو الفقد، ان يفقد ما يحب، خصوصا لو كانوا اغلي من نملك، ام، اب، اخ، زوحة، ابن، حبيب، زوج، اصعب ما يمر به المرء هو الفقد.. "

استسلمت للنوم بعد صراع من التفكير.....

______________________

"صباحاً"

استيقظت مليكة مبكرا اعدت طعاما لهم، فاليوم سيكون طويل عليهم، ايقظت ياسر، اغتسل وذهب يساعد اخته في رص الاطباق على السفرة، اكمل رص الاطباق ذهبت لتوقظ لينا، التي استيقظت وانضمت اليهم بعد ان اغتسلت، بدؤا تناول طعامهم بصمت  لم يلقوا تحيه الصباح على بعضهم...

هتف ياسر بقلق /مالك يا مليكة،  في حاجة..

اشارت براسها بلا، هتفت بهدوء/مفيش حاجه يا حبيبي..

هتف ياسر بحيرة/اصل شكلك متغير وساكته، ودا غير عادتك..

هتفت مليكة بابتسامة بسيطة /صدقني يا حبيبي كويسة، شوية صداع خفيف وهيمشي..

هتفت لينا بقلق/سلامتك يا حبيبتي، اجبلك حاجه للصداع..

هتفت مليكة برفض/لا مش عاوزة، كوباية شاي هتظبط الدنيا..

اعتدلت لينا، هتف ياسر بتسأل /انتي رايحة فين..

هتفت لينا /هعمل شاي لمليكة..

هتف ياسر باعتراض، وهم بالتحرك/خليكي انتي انا هعمله، وكملي اكلك..

توجهه للمطبخ يعد الشاي، دقائق وجهز الشاي  وضعة علي السفرة هتف بحنان /اشربي بالهنا والشفا يا حبيبتي..

ابتسمت مليكة وقالت/تسلم يا حبيبي..

بدات باحتساء الشاي، واكملوا طعامهم...

_________________

طرق جاسر الباب. فتحت ريم التي تفاجئت بوجودة هتفت بسعادة وتهم باحتصانة/صباح الخير يا جاسر..

هتف بحنان و ينحني لمستواها يحتضنها/صباح الفل يا قلب جاسر....

هتفت ريم بتسأل /انت هتدخل تنام، واعدي عليك الساعة 12زي كل يوم..

هتف باسف/النهاردة لا، عشان عندي شغل كتير جدا يدوب ادخل اخد دش واغير هدومي، وامشي..

هتفت بحزن طفولي / هفضل لوحدي، طوال اليوم..

هتف جاسر بحنان/متزعليش يا حبيبتي، هتتعوض بكرا.

طبع قبله صغيرة علي جبينها، احتضنته ريم بقوة وهتفت بحزن /هتوحشني لبكرة يا جاسر...

بادلها جاسر العناق بقوة، شعور بالفقد حل به، هتف بحنان/انتي كمان هتوحشيني يا قلب جاسر...

تركها وتوجه للشقة..
_____________________

دلف للشقة القي التحية على الجميع دلف لغرفته بسرعة، توجهه للحمام اخذ دشا باردا، وارتدي قميص اسود وبنطال اسود، وغادر الغرفة، تبادلا هو ومليكة نظرات الحزن....

انضم اليهم في الصالة جلست مليكة على مقربة منهم..

هتف جاسر بثبات مصطنع/لينا، كنت عاوز اعرف اسم والدتك..

هتفت لينا باندهاش/بتسال ليه..

هتف جاسر بهدوء/ انا طلبت منك ارفع قضية على جوز امك واسجنه..

اؤمت براسها، اكمل بثبات/اتسجن فعلا امبارح،
بس عارفة بتهمت اي؟؟

نظرت اليه باضطراب وقالت/اتسجن، ازاي..

هتف جاسر بضيق/بتهمة قتل، عارفه هو قتل مين؟

حركت راسها بلا..

اكمل جاسر بثبات وهدوء/قتل والدتك..

صدمة شلت حركاتها، توقفت عن التنفس لثواني،  هتفت برفض وعدم تصديق/انت كداب، اكيد كداب، امي ماماتتش، ايوة اكيد مش ماتت..

صمتت ثم اكملت بهسترية وحركات غير متزنة/انا الي قتلتها لو كنت فضلت في البيت مكنش قتلها، انا السبب، كان لازم افضل في البيت عشانها، انا السبب، صرخت بقوة وقالت /ماما سبتيني ليه لوحدي، كنتي خديني معاكي....

اقتربت منها مليكة تحاول تهدءتها  لم تستطيع، توجه ياسر لغرفته احضر حقيبة عمله، خرج منها ابرة مهدءة، عباء السرنجة وغادر الغرفة..

نظر لجاسر ومليكة الذين يحاولون تهداتها، ثبتتها مليكة بمساعدة جاسر وحقنها بالمهدء، انخفض صراخها تدريجيا، غفت من اثر المهدء...

هتف ياسر بعد فهم لجاسر/ممكن تفهمني ازاي اتقتلت؟..

اشار اليهم بالجلوس، ممدوا جسد لينا علي الاريكة...

هتف جاسر بهدوء/انا هحكيلكوا، جتلنا اخبارية بجريمة قتل، اخدنا القوات واتحركنا، وصلنا البيت لاقينا الست مطعونة وجوزها هرب، انا بفتيش الشقة، شفت صورة للينا، وقتها شكيت ان دا بيتها ودي امها، حققت مع الجيران وقالولي ان ليها بنت هربت من اسبوع تقريباً، نقلنا الجثة للمشرحة، دورنا على جوز امها واقبضنا عليه، لاقينا معاه مخدرات بيتعاطها،  حققنا معاه وعرفنا انه اخد جرعة مخدر ومن غير ما يقصد طعنها بالسكينة ام اتهمته انه الي طفش بنتها، حاليا النيابة عرضتة على المحكمة...

هتف ياسر بحزن/ان لله وإن إليه راجعون، ربنا ينتقم منه، لينا ربنا يكون في عونها، اول ما سمعت الخبر داخلت في حالة هستريا...

هتفت مليكة بتفكير احنا هنعمل اي دلوقتي..

هتف جاسر بهدوء/مفروض لينا تروح تستلم الجثة، ودا حاليا صعب في الحالة الي هي فيها....

هتف ياسر بعقلانية/متقلقش، انا مديها مهدء هيخليها هادية لحد ام ندفن الجثة...

هتف جاسر بسرعة/قوموا غيروا هدمكوا عشان مفيش وقت....

تحرك كل منهم نحو غرفتة يبدلوا ملابسهم.. لاحظ جاسر نظرات ياسر الحزينة للينا..؟

__________________

انتهي كل شئ، هذا ما كان يمر بخاطرها، انتهت الحياة بالنسبة لها،
فكيف ان اعيش بعد وفاة امي؟.

"كانت هذة احدي صفعات الحياة المؤلمة التي تصفعني بها دائماً، لكن تلك الصفعة كانت اقوي، حطمتني، دمرتني، جعلتني اتمنا الموت بصدر رحب، بل اترجي الموت كي ياتي الي "

وقفت تشاهد مراسم الدفن بحزن عميق والم ، دموع تتساقط تلقائيا، بجانبها مليكة التي ارتسمت ملامح الحزن لفقدان والدتها، نظرت لجسد امها الذي يحمله جاسر وياسر، يضعوها داخل قبرها، اغمضت عينيها تتجنب هذا المشهد المؤلم، والدتها بعد كل هذا، ستدفن في كومة التراب، شعرت بمليكة تربت على كتفيها وتتمسك بيدها تبث فيها الامان،
كيف الامان ورحلت من تعطيني الامان؟.

صدمة، خوف، قلق، عدم تصديق، ما حل بها، انتهت مراسم الدفن، توجه جاسر اليهم بخطي بطيئة بملامح حزينةوقال بمواسة/لينا البقاء لله، والدتك دلوقتي في مكان احسن، اهم حاجة تدعلها..

نظرت اليه بشرود ولقبر امها،لم تنطق بكلمة...

اقترب منهم ياسر وهتف بحزن /يدوب نمشي الوقت اتاخر...

نظر اليها يراقب ملامحها الحزينة الذابلة عيانها الزرقاء اصبحت كتلة من الدم من كثرة البكاء. شعر وكان احدهم يضغط على قلبه بقوة، يشعر بكم هذا الالم والحزن لاجلها...

تحركت الفتاتان بخطئ بطيئة، من حين الي اخر تعود بنظرها للخلف، تشاهد قبر امها، التي تركتها وحيدة ولن تري امها مرة اخري....

ركبتا بالخلف، تولي ياسر القيادة، الذي يتابع لينا في مراة السيارة الامامية، يسال نفسه،
لماذا اشعر بالحزن والتعاطف نحوها؟، قلبي يعتصر حزناً والماً على حزنها...

مرت ساعة القيادة كئيبة ومميتة حتي شعرت لينا وكانها لم تصل للمنزل ابدا.....

______________________

دلفوا للشقة بخطيء متعبة، اليوم كان طويل للغاية، استلام الجثة واجراءات الورق، التحقيق في النيابة، ومراسم الدفن، كان اليوم شاق عليهم، دلف جاسر وياسر كل منهم لغرفتهم، للاستحمام وتغيير ملابسهم، ذهبت مليكة تعد عشاءا لهم، فهم على طعام الافطار، لينا جلست على الاريكة شاردة وحزينة تبكي بدون توقف.....

خرج ياسر من الغرفة وجدها على وضعها كانها تمثال، اقترب منها، نادها باسمها  لم تستجيب ولم تنظر اليه، ناداها ثانيتا انتهبت لوجودة، سقطت دموعها،

هتف بحزن والم/لينا لازم تكوني اقوي من كدا، قاومي الالم وبلاش الدموع دي، ارجوكي انتي كدا بتعجزيني اني اساعدك، والدتك دلوقتي في مكان احسن، اكيد  دلوقتي زعلانة وهي  شيفاكي كدا، حاولي تكوني بخير عشانها وعشاني...

خرج جاسر من الغرفة على جملته الاخيرة "حاولي تكوني بخير عشانها وعشاني" نظر اليهم بحزن يعلم ان اخيه قد وقع في حب تلك الفتاة دون ان يعلم،  اخيه يتالم لحزنها والمها...

اقتربت منهم مليكة التي حستهم على التوجه لتناول العشاء، لينا لم تنطق بل تحركت نحو الغرفة واغلقت الباب....

هتفت مليكة بحزن /ربنا يقويكي يا لينا، نظرت لاخويها وقالت /تعالوا اتعشوا...

جلسوا يتناولون الطعام بدون شهية، نظر جاسر لياسر وجده يعبث بطبقه بالمعلقة ولا ياكل، شعر بالحزن لاجله....

_____________________

دلفت للشقة بعد يوم عمل شاق في المستشفى، تصنمت مكانها بذهول الشقة مقلوبة، الاثاث وكل شيء مهشم على الارضية، صرخت باسم ريم، توجهت لغرفتة ابنتها سريعا  لم تجدها، نادت باسمها،  تبحث بالشقة باكملها ليست موجودة، ادمعت عينيها وهتفت بعجز/ريم، بنتي...

لمحت ورقة مطوية بجانب الطاولة، اقتربت  وحملتها قراتها، سقطت دموعها بعجز وهتفت بضعف/منك لله يا توفيق، بنتي..

اقتربت من حقبيتها واخرجت هاتفها  اجرت مكالمة رد  الجهة الاخري، هتفت بضعف وبصوت حاد/فين بنتي يا توفيق..

ضحك الطرف الاخر ضحكة انتصار/بنتك في الامان، بس الاهم انك تعمليلي تنازل عن كل ممتلكات ريم..

صدمة اطاحت بها هتفت بصراخ وتحدي /مش هتنازل عن حاجه، هترجعلي بنتي بدل ما ابلغ عنك..

هتف باستهزاء/هتبلغي عني بتهمة اي، البنت عند عمها، حتي لو جم عندي مش هيلقوها، اقصري الشر بدل ما اسمعك خبر وفاتها، الفلوس مقابل حياة بنتك، طشوفي مين الاهم عندك، بنتك ضناكي، ولا الفلوس يا حلوة..

اغلق المكالمة بوجهها، نظرت للهاتف بصدمة وهتفت بضعف ودموع/اعمل اي يا ربي، انا لو مدتلوش الفلوس احتمال يقتلها، وانا مقدرش اعيش ثانية من غير بنتي،  لازم الاقي حل، لو بلغت البوليس احتمال كبير يؤذيها، يارب حلها من عندك....

____________________

بداخل غرفة صغيرة تحوي بعض الادوات والاثاث القديم، اضاءة ضعيفة، توجد ريم منزوية في احد اركان الغرفة، مربط يديها وقدميها، تضم ركبتيها لصدرها ترتجف من البرد والخوف، تبكي بخوف وياس مما حل بها، هتفت بضعف وبكاء/ماما انا خايفة وبردانه، جاسر تعال خدني...

انقطع النور انظلم المكان، بدأت بالبكاء بضعف وعجز وخوف......

_____________________

طرقات على الباب، استقام جاسر وفتح الباب، صدم من منظر جارتهم الذي لا يتذكر اسمها، عينيها حمراء من البكاء وملابسها غير مهندمة الساعة قد تجاوزت الحادية عشر، هتفت بضعف /استاذ جاسر عاوزك تساعدني ارجوك..

اعتلاه القلق دق قلبه بعنف، لما جاءت في هذا الوقت، ايكمن ان تكون ريم مريضة او اصابها شيء، هتف بقلق /ريم كويسة..

هتفت ببكاء وعجز/ريم اتخطفت، انت الوحيد الي تقدر ترجعهالي ارجوك ساعدني...

سقط الخبر عليه كالصاعقة دق قلبة بقوة دار بعقله، ريم اختطفت، ذلك الملاك الطاهر التي حولت حياته لجنة بوجودها اختطفت، هتف بصدمة /اي ريم اتخطفت ازاي، انتي كنتي فين...

نظرت اليه بحزن وبكاء وقالت/رجعت من شغلي لقيت البيت متبهدل وريم مش موجودة لاقيت ورقة مكتوب عليها، بنتك اتخطفت، استنتجت الي خطفها عمها عشان الورث، كلمته وهددني يا حياة ريم يا الفلوس، هددني اني مبلغش البوليس علشان مياذيش ريم...

انهت كلامها وبدات بالبكاء، حاول التفكير بهدوء، ابنته مخطوفة ويجب ايجاد حل لارجاعها سالمة الي احضانه وحياته مرة اخري....

هتفت بهدوء /اتفضلي ادخلي عشان نلاقي حل...

_____________________

"مع تحيات /اوركيدا🍁. "
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.